على الجانب الآخر من البحر الأحمر تقوم المملكة العربية السعودية التي تغطى حوالي 70 بالمائة من شبه جزيرة العرب بدءاً من أعالي البحر الأحمر حتى اليمن جنوباً وامتداداً شرقاً حتى مياه الخليج العربي. ويعتقد علماء الطبيعة أن شبه الجزيرة هذه كانت قبل خمسين مليون سنة جزءاً من أفريقيا.
تنقسم المملكة بيئياً إلى أكثر من منطقة. فساحل تهامة الممتد على طول البحر الأحمر منبسط طويل يرتفع غرباً قرب جبال سروات؛ أما نجد الداخلية فترتفع بين 600 وألف متر عن سطح البحر وتنخفض تدريجياً في الشرق باتجاه الخليج العربي؛ وفي الجنوب والشرق نجد صحراء الربع الخالي. أما في أقصى الشمال فهناك صحراء النفود. ولا تغطي الغابات سوى 2.5 مليون هكتار من هذه البلاد الشاسعة. يرافق هذا الاختلاف في التركيب الطبيعي للمملكة اختلاف في الطقس ومعدل هطول الأمطار. فالأمطار تسقط عادة على المناطق الساحلية الغربية وترتفع الرطوبة بينما المطر نادر الهطول في الداخل.
ورغم سيطرت الصحراء على طبيعة البلاد فإن المملكة ليست قاحلة. ففيها تنبت شجيرات وأشجار تأقلمت مع الطقس والطبيعة. وكذلك تعيش فيها أنواع من الطيور المقيمة والمهاجرة بينها الطيور الكبيرة الجارحة كالنسور. وبين الحيوانات الموجودة: الغزلان والأفاعي والضباع والسقايات والجمال والثعالب والنمور والذئاب والوعلان والقنافد وسواها. أما الأوركس أو المارية وهو نوع من بقر الوحش والذي كاد أن ينقرض في السعودية وقد أعيد الآن إلى المحميات ليتكاثر وليطلق في ما بعد. وعلى طول شواطئ البحر الأحمر غرباً والخليج شرقاً تعيش أعداد كبيرة من الأسماك.
في المملكة العربية السعودية الآن 11 محمية طبيعية ومن المنتظر كما هو مخطط له أن ترتفع المحميات إلى مائة وثلاث محميات.
الواحات هي في الأساس محميات أنشئت بدون مساعدة الإنسان. وهي تغذي النباتات والأشجار المنتشرة حولها أو قربها منذ زمن غابر وما زالت. وبين هذه الأشجار شجرة النخيل، إحدى أشهر أشجار شبه الجزيرة العربية.
بين المحميات الطبيعية وتلك التي أقامها الإنسان وما يعيش عليها:
v الحَرّة الواقعة في الشمال. تعيش هنا وتتوالد أنواع من الطيور بينها القبرة أو القنبرة، النسر الذهبي، الطيهوج، الشحرور، الصقر، البومة، العدّاء. أما الباز أو الصقر فهو طير مهاجر يزور هذه المحمية في أوقات معينة.
v الطُبيق وهو مرتفع رملي يعيش فيه الوعل أو تيس الجبل والنعامة العربية والنسر الذهبي والعدّاء.
v جبل جور قرب طابوق يعيش فيه النسر المصري.
v جبل عجا وهو جبل من الغرانيت والتلال الرملية في محيط شبه صحراوي. فيه محمية تكثر فيها النباتات المزهرة في الربيع وتعيش فيها طيور من النسور والحجل الرملي والبلبل وأنواع عديدة من الطيور الجارحة وتزورها السمّامة والقمحي والقبرة والعرنوف أو الكركري.
v جزر الخليج المرجانية وجميعها محميات للطيور والسلاحف بينها السنونو والغاق.
v أبو علي وهي جزيرة في الخليج العربي تأتيها أعداد كبيرة من الطيور المهاجرة بينها الغاق والسقساق أو الزقزاق.
v الوجه وهي جزيرة في البحر الأحمر تضع فيها طيور وأسماك بيوضها مثل النسر والسقساق والنورس والعقاب، ومن الأسماك الأطوم والسلاحف البحرية.
v الحائر وهو نهر من صنع الإنسان قرب مدينة الرياض في محيط طبيعي صحراوي وصخري. وهو محمية تزورها أعداد كبيرة من الطيور مثل النسر الامبراطوري، بط الحذف، البلشون أو المالك الحزين، الغوسق، ابن الماء أو البلشون الأبيض، البط والطوَّل وهو طائر مائي أسود طويل الساقين.
v حمى الفقراح وهو جبل يقع إلى الغرب من المدينة المنورة تنمو فيه الأشجار الصنوبرية والأشنة والسرخس. كما يربى فيه النحل. وتعيش فيه أنواع من الحيوانات البرية بينها الذئب والوعل، ومن الطيور النسر والصقر والسمامة.
v حوطة بني تميم وهي محمية قائمة على 90 ألف هكتار وتبعد 200 كيلومتر إلى الجنوب من مدينة الرياض. يربى فيها الوعل بنوع خاص وتزورها طيور مثل النسور والحجل والبلبل.
v مهزة السيد وهي محمية تبعد حوالي 175 كلم عن مدينة الطائف مخصصة بشكل عام للنباتات الطبيعية.
v جُرف الطائف وهو خندق من الغرانيت طوله 40 كيلومتراً وعرضه عشرة كيلومترات يبدأ بارتفاع 500 متر فوق سهل تهامة ويستمر بالارتفاع إلى أن يصل إلى 2600م عند جبل دكا وجبل البرد. وفي هذا الجرف تتلاقى أنواع من أشجار العرعر الصنوبرية الأفريقية بالمتوسطية.
v وادي ترابة وجبل إبراهيم قرب مدينة الطائف، وهو جبل علوه ألف متر تحيط به تلال وأحراج طبيعية فيها العرعر والتين والسنط ويعيش فيه الرّبّاح وهو سعدان أفريقي قصير الذيل.
v أما القمري وهي محمية طبيعية في جزر مرجانية يعيش فيها البلشون والنورس والعقاب والبجع.
v جرف الرياض وهي محمية طبيعية بالقرب من مدينة أبها. منطقة صخرية فيها منحدرات ممتلئة بأشجار العرعر الصنوبرية وهي من أهم المحميات لتجمعات الطيور بالإضافة إلى حيوانات برية مثل الذئب والسعدان والوشق.
v سد ملكي في جيزان حيث تقوم بحيرة من صنع الإنسان تأتيها أنواع عديدة من الطيور لتتوالد.
v جزر فرَسان قرب جيزان وهي مجموعة جزر محمية فيها أشجار المنغروف وتتوالد فيها الأسماك والسحالف والغزلان والطيور البحرية.
في تهامة أشجار وشجيرات ونباتات عُصارية (كثيرة العصارة) منها أشجار تعرف بالأشجار الحُليبيّة التي يصل طولها إلى أربعة أمتار وجذعها قد يصل قطره إلى متر. أزهارها القرنفلية اللون مصدر غذاء للطيور. ولشجيرات الأبوطيلون الخبّازية المنتشرة بكثرة أزهار صفراء بلون المشمش وهي تتفتح بعد الظهر وحتى المساء. كما تنبت على سفوح الجرف ومنحدراته أزهار ابرة الراعي (الغرونوفي) والتي تبقيها الأمطار القليلة يانعة، وإلى جانبها ينتشر نبات الخزامى الأرجواني والذي يزهر في أيام الربيع.