يسيطر المناخ المتوسطي على الجزء الشمالي من الجزائر. لذلك نرى بعض أنواع النباتات والأشجار والحيوانات المتوسطية تعيش في هذا الجزء، بينما يختلف المنظر في الجنوب حيث جبال الأطلس والصحراء. وكان القسم الشمالي مسكوناً منذ القديم بينما القسم الجنوبي كان دائماً قليل السكان.
تغطي الغابات حوالي 2 بالمائة من مساحة البلاد، موجود أكثرها في القسم الشمالي. وإلى جانب هذه الغابات تعيش الكرمة وتوجد الأراضي الزراعية الخصبة والمراعي. وقد أحصي في الجزائر 250 نوع من النباتات والأشجار المستوطنة من أصل لائحة شملت 3140 نوعاً منها ما يفوق ألف نوع مهدد بالانقراض. وأحصي كذلك 11 نوعاً من الحيوانات وسبعة أنواع من الطيور مهددة بالانقراض. ويجري مراقبة وإحصاء هذه الأنواع سنوياً منذ سنة 1973.
تعتبر الجزائر أكثر دول المغرب العربي وعياً للحفاظ على البيئة. فهي الوحيدة التي أنشأت سنة 1989 مشروع السنوات العشر لحماية البيئة والحفاظ على الحياة النباتية والحيوانية. وحدد هذا المشروع وجوب إقامة عشر محميات خلال هذه المدة على مساحة إجمالية تبلغ 35000 هكتار ودعا لإقامة سبع حدائق عامة واسعة مجمل مساحتها 123 ألف هكتار وأربع محميات مخصصة للصيد وأربع أخرى شطية لحماية الأسماك وثمار البحر والحيوانات البرمائية. ومن بين هذه الأماكن التي ستستفيد من هذا التخطيط البيئي:
1) شط الشرقي قرب صعيدة مساحته 855500 هكتار وهو ثاني أكبر شط في شمال أفريقيا بعد شط جريد في تونس. وهو منخفض يضم بحيرات مالحة دائمة أو موسمية وأخرى مياهها حلوة وفيه ينابيع حارة. تعيش في هذا الشط أنواع مهمة من الأشجار والنباتات المهددة بالانقراض يجري الآن معالجتها. ويستقبل هذا الشط الأعداد الضخمة من الطيور المهاجرة سنويا من مختلف الأنواع المتوسطية والأوروبية. ويقيم في هذا الشط عدد من المزارعين يستغلون الأرض الزراعية ويربون ماشيتهم بخاصة الخراف والجمال، بينما تجلب المياه المعدنية الحارة سواحاً عديدين على مدار السنة. والمؤسف أن أجزاء من الشط مهددة الآن بفعل قطع الأشجار والتصحر.
2) شط الهدنة في مسيلة مساحته 362000 هكتار. وهو محمية طبيعية قامت بفعل المياه الزاحفة إليه من جبال الأطلس. وهو مجموعة واحات ووديان مطوقة بسبخات عديدة. لا تنبت في الشط نباتات إنما تغشاه أو تعيش فيه حيوانات مهددة مثل الغزلان والحَذَف (بط نهري صغير) والحُبارى (دجاجة البر) وبعض الأسماك المحلية.
3) شط مروان وعود خروف مساحته 337000 هكتار، يتميز بكثرة بحيراته وبركه المالحة. أهمية الشط أنه يأوي أنواعاً من الأسماك الفريدة ويستضيف طيوراً مهاجرة عديدة.
4) سهل غوربس- سنهدجا ومساحته 42100 هكتار، مخطط له أن يصبح باركاً أو حديقة عامة كبيرة. فيه بحيرات ومستنقعات صغيرة وأودية عديدة. وهو سهل يقع على مفترق بيئي يضم الصحراء وأوروبا والمتوسط. تعيش فيه حالياً الأسماك والإنكليس وتهاجر إليه الطيور شتاءً، بينما يستغل أرضه الزراعية المزارعون المحليون لزراعة أنواع البطيخ الأصفر والبندورة (الطماطم) ولرعي أغنامهم.