كامل كيلاني إبراهيم كيلاني، كاتب وأديب مصري، اتخذ من أدب الأطفال دربًا له، فلقب بـ «رائد أدب الطفل»، قدم العديد من الأعمال العبقرية الموجهة إلى الطفل، وتُرجمت أعماله إلى عدة لغات منها الصينية والروسية والإسبانية والإنجليزية والفرنسية. ويعد أول من خاطب الأطفال عبر الإذاعة ، وأول مؤسس لمكتبة الأطفال في مصر.
ولد كامل كيلاني بالقاهرة عام ١٨٩٧م، وأتم حفظ القرآن الكريم في صغره، والتحق بمدرسة أم عباس الابتدائية، ثم انتقل إلي مدرسة القاهرة الثانوية. ركز كيلاني بعدها اهتمامه على دراسة الأدبين الانجليزي والفرنسي، فانتسب إلى الجامعة المصرية القديمة سنة ١٩١٧م، ثم تخرج منها وعُين مدرسًا للغة الإنجليزية والترجمة بالمدرسة التحضيرية. وعمل كيلاني أيضًا موظفًا حكوميًا بوزارة الأوقاف مدة اثنين وثلاثين عامًا ترقي خلالها حتي وصل إلى منصب سكرتير مجلس الأوقاف الأعلى. بالإضافة إلى ذلك، كان يمتهن الصحافة ويشتغل بالأدب والفنون. كما كان سكرتيرًا لرابطة الأدب العربي، ورئيسًا لكل من «جريدة الرجاء» و«نادي التمثيل الحديث».
اعتمد كامل كيلاني منهجًا متميزًا وأسلوبًا عبقريًا في كتابته أدب الأطفال، حيث كان يصر على ضرورة التركيز علي الفصحي لعدم إحداث قطيعة ثقافية مع الذات التاريخية، كما كان يمزج بين المنهج التربوي والتعليمي، فكان حريصًا على إبراز الجانب الأخلاقي والمعياري في أعماله القصصية، بالإضافة إلى أن أساس المعرفة عنده هو المعرفة المقارنة، فلم يُغرق الأطفال بالأدب الغربي باعتباره أدبًا عالميًا، بل كانت أعماله كرنفالًا تشارك فيه ألوان ثقافية عديدة، فكان منها ما ينتمي للأدب الفارسي، والصيني، والهندي، والغربي، والعربي. وتمثلت مصادره في الأساطير والأدب العالمي والأدب الشعبي.
نَظَمَ كيلاني الشعر، فكانت القصائد والأبيات الشعرية كثيرًا ما تتخلل ثنايا أعماله القصصية، وكان حريصًا علي أن ينمّي من خلالها ملكه التذوق الفني إلى جانب الإلمام المعرفي عند الطفل. كما كان يوجه من خلالها الطفل إلي الصفات الحميدة، والخصال النبيلة، والسلوك الحسن، وقد حرص أن يتم ذلك بشكل ضمني، وألا يظهر نصه صراحة بمظهر النص الوعظي أو الخطابي.
كانت لكيلاني إسهامات في مجالات أخرى غير أدب الأطفال، حيث كتب في أدب الرحلات وقدم كتابًا بعنوان «مذكرات الأقطار الشقيقة»، دوّن فيه انطباعاته عن رحلاته في كل من فلسطين ولبنان وسوريا. كما قدم كتبًا أخرى – تأليفًا وترجمةً – منها: «نظرات في تاريخ الإسلام»، «ملوك الطوائف»، «مصارع الخلفاء»، «مصارع الأعيان». وقد توفي كامل كيلاني عام ١٩٥٩م، مخلفًا وراءه تراثًا أدبيًا كبيرًا، ينتفع به الصغير قبل الكبير.