|
| |
| رئيس الوزرء التركي رجب طيب اردوجان | | |
أنقرة: أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان الثلاثاء أن إسرائيل وضعت كافة معاني الإنسانية "تحت الأقدام" بالهجوم على اسطول الحرية لكسر الحصار على غزة ، مما اسفر عن مقتل وإصابة العشرات.
وقال أردوجان في كلمته التي القاها امام البرلمان للتعليق على الهجوم "الحرب والسلم لهما قوانين خاصة ، حيث لا يتم مهاجمة الأطفال أو النساء أو الشيوخ ، أو مهاجمة المدنيين ، فكيف نصف أولئك (الاسرائيليين) الذين يهاجمون هؤلاء في السلم وليس الحرب انهم يضعون الانسانية تحت الاقدام".
وأضاف " ما قامت به إسرائيل تجاه اسطول الحرية الذي على متنه مواطنيين من 33 دولة ، يعتبر ضربة سوداء في تاريخ الانسانية ، وما قامت به إسرائيل هو عمل دنئ وغير مقبول".
وشدد "عملية الابادة الدموية التي ارتكبتها اسرائيل بحق متضامني اسطول الحرية تستحق كافة الانتقادات ، حيث انتهكت القوانين الدولية واستهدفت السلام العالمي".
ورفض رئيس الوزراء التركي المزاعم الاسرائيلية بشأن وجود "مسلحين" أو أسلحة على متن سفن "اسطول الحرية" ، قائلا "الدول التي ارسلت مساعدات كشفت عن نوايها والمواد التي تحملها بشكل علني ، وتم تفتيش السفن قبل ابحارها ، ولا يوجد ما تزعمه إسرائيل".
وعن الخطوات التي اتخذتها تركيا للتنديد بالهجوم ، قال أردوجان "نستخدم كافة الامكانيات الدبلوماسية للحشد رأي عام عالمي ضد وحشية إسرائيل ، كما تم سحب السفير التركي في تل أبيب ، فضلا عن الغاء مناورات عسكرية ، كما تم إلغاء مبارايات كرة قدم مع اسرائيل".
ومضى بالقول " ذهب وزير خارجيتنا لنيويورك ، وتم توجيه دعوة عاجلة إلى مجلس الامن الذي أدان إسرائيل ، وطالبنا حلف الناتو ايضا باجتماع عاجل ، وهناك اجتماع لمنظمة المؤتمر الاسلامي الاثنين المقبل".
وأشار أردوجان إلى رفض بلاده العرض الاسرائيلي بمعالجة جرحى تركيا ، قائلا "نمتلك الارادة والقوة ، وأرسلنا طائرات لجلب القتلى والجرحى ضحايا مجزرة اسرائيل والتي تعد ضربة للسلام العالمي".
غير مبرر
وفي اول رد فعل روسي رسمي على الحادث ، وصف الرئيس دميتري ميدفيديف ورئيس الاتحاد الاوروبي هرمان فان رومبي الهجوم الاسرائيلي ضد اسطول الحرية بانه "غير مبرر".
وقال ميدفيديف خلال مؤتمر صحفي عقد في ختام القمة الروسية الاوروبية في مدينة روستوف وبثته محطة "فستي" الاخبارية التلفزيونية اليوم ان "مصرع الناس نتيجة لهذه العملية غير مبرر على الاطلاق ويشكل خسارة لا يمكن تعويضها".
وطالب ميدفيديف باجراء تحقيق دقيق وواف في هذه العملية، مشيرا الى ان المباحثات الروسية الاوروبية تناولت تطورات الوضع في الشرق الاوسط.
من جانبه ، قال رئيس الاتحاد الاوروبي هرمان فان رومبي انه اصيب بالصدمة للعملية العسكرية الاسرائيلية ضد اسطول الحرية معربا عن تعازيه لعائلات الضحايا.
واضاف ان الاتحاد الاوروبي وروسيا يطالبان باجراء تحقيق نزيه وكامل في العملية العسكرية الاسرائيلية ضد اسطول الحرية مشددا على ضرورة معالجة الوضع حول قطاع غزة بصورة نهائية.
واعرب عن قناعته بان محاولة عزل قطاع غزة يعتبر امرا غير مقبولا مشيرا الى الاتحاد الاوروبي سيواصل متابعة الوضع في الشرق الاوسط بكل اهتمام. ودعا الى ضمان تنقل البشر والبضائع من والى قطاع غزة بما في ذلك عن طريق البحر.
مجلس الأمن
وكان مجلس الأمن الدولي أدان اليوم أعمال العنف ضد المدنيين من نشطاء "اسطول الحرية" لكسر حصار غزة دون توجيه أي إدانة مباشرة إلى اسرائيل ، وذلك عقب ضغط مارسه الوفد الأمريكي لتوفير غطاء لحماية جرائم إسرائيل "الوحشية".
وتعني هذه الإدانة رفض سلوك المتضامنين على متن الاسطول تجاه الجنود الإسرائيليين وأيضا العنف الذي مارسته البحرية تجاه المتضامنين .
واكتفى البيان الختامي الصادر عن مجلس الأمن عقب عشر ساعات من المشاورات المتواصلة " بالمطالبة بتحقيق كامل في الهجوم على اسطول الحرية عبر لجنة تحقيق مستقلة وذات مصداقية مطابقة للمعايير الدولية لحقوق الانسان والقانون الانساني".
ورفض مجلس الأمن مشروع القرار الذي تقدمت به تركيا والذي يقضي بعمل تحقيق مستقل أو تحت اشراف الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بشأن الهجوم على "اسطول الحرية".
وأعرب البيان عن تعازيه لأسر الذين قتلوا في الهجوم منددا باستخدام القوة التي أدت الى فقدان أرواح كثيرة فضلا عن اصابة عدد كبير من المدنيين بجروح.
وطالب المجلس من اسرائيل "الافراج الفوري عن السفن والمدنيين الذين كانوا على متنها" والسماح للبلدان المعنية المعنية بنقل متوفيها وجرحاها على الفور وضمان وصول المساعدات الانسانية الى وجهتها.
وشدد البيان على أن الوضع في غزة ليس مقبولا ويجب ألا يستمر مجددا، مؤكدا الحاجة الى تدفق مستمر ومنتظم للسلع والأشخاص الى غزة دون عوائق فضلا عن توفير وتوزيع المساعدات الانسانية في جميع أنحاء القطاع.
وأكد البيان أن الحل الوحيد القابل للتطبيق لحل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني هو الاتفاق عن طريق التفاوض بين الطرفين واعادة التأكيد أنه ليس هناك سوى حل الدولتين الذي يمكن ان يجلب السلام الى المنطقة.
وأعرب البيان عن قلق المجتمع الدولي بشأن هذه الحادثة التي وقعت في الوقت الذي تستمر فيه المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين داعيا الطرفين الى ضبط النفس وتجنب أي اجراءات استفزازية من جانب واحد.
دولة فوق القانون
ودعا مندوب فلسطين، خلال الجلسة العلنية، إلى إجراء تحقيق مستقل في العدوان الإسرائيلي على أسطول الحرية في المياه الدولية، والذي تسبب بمقتل 19 من الناشطين الذين كانوا على متن إحدى سفنه الستة، وجرح العشرات من زملائهم.
ودعا المندوب إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين من الناشطين، الذين ساقتهم القوات الإسرائيلية مع سفنهم إلى ميناء أسدود، معتبراً أنه آن الأوان لمجلس الأمن أن يأخذ موقفاً حازماً من إسرائيل.
وأشار إلى أن استمرار الحصار الإسرائيلي على غزة مع حرمان أهلها من الأمن والغذاء هو الذي دفع بـ"قافلة الحرية"، مؤكدا أن الدعم العالمي سوف يتصاعد، متوقعاً أن تأتي القافلة تلو الأخرى إلى غزة متى ينتهي هذا العار اللاأخلاقي.
وقال المندوب الفلسطيني إن إسرائيل تتصرف كدولة فوق القانون، لذا على المجتمع الدولي إتخاذ موقف حازم منها، مؤكداً أنه آن الأوان لمجلس الأمن الدولي أن يضع حداً للحصار الجائر واللاإنساني وتطبيق القرار 1860، القاضي برفع الحصار عن القطاع، وأن يتخذ التدابير اللازمة لوقف الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، بما فيها القدس الشرقية وإنهاء الاحتلال.
مبررات واهية
في المقابل، قال المندوب الإسرائيلي أنه كان من الممكن تحاشي ما حصل، في إشارة إلى الهجوم على الأسطول، لو قبل الناشطون التوجه إلى ميناء أشدود.
وكان ممثلو تركيا ولبنان وفلسطين قد قامو بمغادرة قاعة المجلس عندما بدأ المندوب الاسرائيلي لدى المجلس بالقاء كلمته .
وقال إن النشطاء رفضوا عروض إسرائيل لإيصال المساعدات عن طريق ميناء أشدود لأنه كان لديهم نيات أخرى واضحة وهي التخلص من الجنود وقتلهم، مضيفاً أن تحرك الناشطين لم يكن مظاهرة سلمية، والإسرائيليين لم يقوموا بمهمة عسكرية، بل بإجراء وقائي.
واعتبر أن بعضهم له تاريخ إرهابي ويتعاملون مع حماس، زاعماً أنه لا يوجد بينهم نشطاء سلام. ووصف الحملة بأنها كانت "رسالة كراهية" وتنفيذ لعمليات عنف.
واعتبر ما حصل بأنه يوم حزين بسبب نتائج هذا التحريض غير المرحب به، وقال إن الحصار معترف به وفق القانون الدولي، وأن ما حصل مأساوي ومؤسف ولكن لن نسمح لأحد بأن بهدد أمننا.
وكان رئيس مجلس الأمن، المندوب اللبناني نواف سلام، غادر قاعة المجلس قبل أن يبدأ المندوب الإسرائيلي بإلقاء كلمته.