"عواقب لايمكن تقديرها" لعجز اليونان عن سداد ديونها
قال
محافظ البنك المركزي الالماني - وعضو مجلس امناء البنك المركزي الاوروبي -
اكسل فيبر إن عجز اليونان عن تسديد ديونها سيكون له "عواقب لا يمكن تقدير
خطورتها" على اسواق المال والدول الاخرى.
وقال فيبر لمجلة بيلد الالمانية في العاصمة الالمانية برلين يوم
الخميس: "في الظرف الحالي، سيكون تأثير عجز اليونان عن سداد ديونها على
الدول الاخرى وعلى اسواق المال لا يمكن تقديره" مضيفا "ان الحل الامثل
بالنسبة لجميع الاطراف يتلخص في تقديم معونة مالية لليونان بشروط قاسية."
كما قال فيبر إن بامكان اليونان ان تسترد عافيتها اذا قررت اصلاح اقتصادها بشكل حاسم وذي مصداقية.
واضاف ان طرد اليونان من منطقة اليورو قد يؤدي الى اضطراب اقتصادي ومالي خطير جدا، كما ان هذه الخطوة تفتقر الى اي اساس قانوني.
"مصممون على مساعدة اليونان"
وفي باريس، أكد وزير المالية الفرنسي فرنسوا باروين بأن دول منظومة
اليورو مصممة على المساعدة في اعادة الاستقرار الى الاقتصاد اليوناني، الا
انه اضاف بأن موضوع اعادة جدولة ديون اليونان غير مطروح ابدا.
وقال الوزير الفرنسي في مقابلة اذاعية: "ليست هناك اية شكوك حول
تصميم دول منظومة اليورو والبنك المركزي الاوروبي وصندوق النقد الدولي
والاتحاد الاوروبي بشكل عام على ضمان استقرار اليونان وبالنتيجة استقرار
عملتنا اليورو. لا ينبغي التفكير حتى للحظة واحدة في احتمال اللجوء الى
اعادة جدولة ديون اليونان لأن ذلك سيهدي المضاربين نصرا عظيما."
واضاف باروين بأن المضاربين الذين يهاجمون اليونان انما يهاجمون
منطقة اليورو برمتها، الا انه قال إن المشاكل التي تعاني منها اسبانيا
والبرتغال لا علاقة لها باليونان.
وقال في هذا الصدد: "اضافة لليونان، فإن منطقة اليورو برمتها تتعرض
للهجوم من جانب المضاربين. انهم يهاجمون عملتنا واقتصاداتنا وشركاتنا
ووظائفنا."
تحذير
وكان مدير صندوق النقد الدولي دومينيك شتراوس كان قد حذر يوم امس
الاربعاء من احتمال انتشار الأزمة المالية التي تمر بها اليونان الى أنحاء
أخرى في أوروبا.
وقال ان خطة دعم اليونان التي يقودها الاتحاد الاوروبي يجب ان تطبق
فورا لان الاوضاع تتدهور بشكل متسارع ويمكن ان تتأثر بها دول اخرى.
من جهة اخرى خفضت مؤسسة التصنيفات الائتمانية ستاندرد اند بورز
تصنيف الديون الاسبانية بسبب ارتفاع مديونيتها بالنسبة الى اجمالي الناتج
القومي.
واعتبر مسؤول في المؤسسة ان الاوضاع في اسبانيا تبعث على القلق اكثر لان الاقتصاد الاسباني اكبر بكثير من الاقتصاد اليوناني.
واتصل الرئيس الامريكي باراك اوباما بالمستشارة الالمانية انجيلا
ميركل واتفقا على ضرورة قيام اوروبا وصندق النقد الدولي بعمل حاسم لمعالجة
الازمة اليونانية.
اضمحلال الثقة
وكان شتراوس كان يتحدث في مؤتمر صحفي بعد اجتماعه مع وزير المالية الألماني ومحافظ البنك المركزي الأوروبي.
وقد تضاءلت الثقة بالاستثمار في اليونان، وارتفعت فائدة السندات الحكومية اليونانية الى 19 في المئة.
في هذه الاثناء توجهت اليونان الى المستثمرين في قطاع السندات
الحكومية مع تنامي القلق من احتمال امتداد الأزمة اليونانية الى باقي
منطقة اليورو.
وكان شتراوس قد قال ان حزمة المساعدة التي سيقدمها صندوق النقد
الدولي ودول منطقة اليورو لليونان ستتراوح قيمتها بين 100 و 120 مليار
يورو.
جاء ذلك خلا لقاء مدير صندوق النقد ورئيس البنك المركزي الأوروبي
في برلين مع أعضاء البرلمان الألماني بحسب ما أكد زعيم الكتلة البرلمانية
لحزب الخضر جورجين تريتين.
ويرى مراقبون أن الساسة في المانيا يتعرضون لضغوط من شتراوس كان
ورئيس البنك المركزي الأوروبي ليتخلوا عن تحفظاتهم إزاء خطة انقاذ اليونان
من الأزمة المتفاقمة التي تضر بأسواق الاسهم العالمية وترفع تكاليف
الاقراض بالنسبة للكثير من بلدان منطقة اليورو.
واستبعد مسؤولون في المفوضية الاوروبية اجراء أي محادثات لاعادة
هيكلة ديون اليونان التي من المتوقع أن ترتفع على نحو أكبر فيما تصارع
أثينا لكبح جماح العجز الهائل في ميزانيتها.
وقد رفض صندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي طلبا لبعض
النواب الألمان بإشراك البنوك في عملية انقاذ الوضع الاقتصادي لليونان،
كما قال نوربرت بارتل المتحدث في شؤون سياسة الموازنة في البرلمان
الألماني عن الحزب الديمقراطي المسيحي الحاكم.
وكانت اليونان قد طلبت نحو 45 مليار يورو (59.94 مليار دولار) من
القروض الطارئة من شركائها في منطقة اليورو وصندوق النقد ويحث المستثمرون
الذين يخشون أن تعرقل المانيا على نحو خاص تقديم القروض على سرعة تنفيذ
خطة الانقاذ.