يعتبر ارتفاع الضغط الدموي واحداً من أكثر الأمراض القلبية شيوعاً وخطورة على أعضاء الجسم ويدعى بـ"القاتل الصامت"، وذلك لأنه لا يوحي بأية عوارض مميزة، ويمكن أن تصاب به لسنوات دون أن تعلم، فحوالي 90% من حالات الإصابة تكون دون سبب واضح؛ ويقتحم هذا المرض حياة ضحاياه دون سابق إنذار ويتم اكتشاف الإصابة به صدفة في أغلب الأحيان، وهو يصيب واحد من بين كل خمسة بالغين.
ومن المؤكد أن إهمال ضغط الدم المرتفع دون علاج له عواقب وخيمة قد تؤدي إلى الإعاقة في سن مبكر، كما أن المحافظة على العلاج والاستمرار فيه يؤدي إلى الحيلولة دون ظهور هذه المضاعفات أو على الأقل تأجيلها لسنوات عديدة، ويخفف من حدتها في نفس الوقت، كما أن وجود مشاكل صحية أخرى مثل مرض السكري وارتفاع الكوليسترول في الدم، والسمنة، والتدخين….الخ؛ تؤدي إلى تفاقم الوضع الصحي للمصابين وتجعلهم معرضين أكثر لحدوث مضاعفات ...
وفي هذا الصدد، أكد الدكتور حسام موافي أستاذ طب الحالات الحرجة بالقصر العيني، أن 25% من المصريين مصابين بمرض ارتفاع ضغط الدم ناصحاً بتكرار قياس الضغط على مدى 24 ساعة ومعرفة متوسط القراءات، حيث إن القياس المثالي له لابد أن يكون تحت 120 على80.
وأوضح موافي خلال برنامج "صباح الخير يا مصر" بالتليفزيون المصري، أن التوتر من العوامل الوقتية التي ترفع الضغط بطريقة مفزعة وهناك أبحاث أجريت على الطلبة قبل وأثناء وبعد الإمتحان الشفوى وبعضهم سجل 240 على 140 ناصحاً بعدم الإعتماد على قراءة واحدة لقياس الضغط وتكرار قياسه من وقت لآخر.
وأكد أن تغير الظروف المحيطة قضت على الضغط المنخفض العادي وترجع إصابة الإنسان بإنخفاض في الضغط إلى وجود أمراض أخرى مثل التسمم الدموي أو جلطة بالقلب، مشيراً إلى أن الضغط ليس له أعراض لذا يطلق عليه القاتل الصامت.
وأشار موافي إلى أنه منح مريض الضغط لعقار يخفضه لا يحل سوى ثلث المشكلة ولابد من تجنب الملح الزائد في الطعام والانفعال لأنهما يؤثران سلباً على استجابة المريض للعقاقير.
وأوضح أن الإعتكاف وقراءة القرأن من الأشياء التي تهدىء النفس وقد أمرنا الرسول "عليه الصلاة والسلام" بها للتحكم فى الإنفعال لذا لم يكن هناك مصابين بالضغط فى عهده، ناصحاً بالإبتعاد عن كل مسببات القلق والتوتر والإكتئاب.
وحذر موافي من زيادة ملح الطعام في الوجبات عن 7 جرام يومياً، لأن ذلك يؤدي إلى مضاعفات على المخ منها الجلطات وتلف الخلايا، فضلاً عن حدوث انفجار بالشرايين يمكن أن يؤدى إلى فقد النظر وغيرها من الأمراض الخطيرة مثل الشريان التاجي، محذراً من خطورة التدخين على مريض الضغط.
وأكد موافي أن الصداع الحاد من أعراض ارتفاع الضغط ويعد الصداع الذي يصيب منطقة فوق العين من علامات ارتفاع الضغط بسبب عوامل نفسية كالقلق وغيرها، مشيراً إلى أن الابتعاد عن الناس والهدوء من أفضل الأشياء التي تضبط مستوى الضغط بالدم.
أعراض الإصابة بارتفاع ضغط الدم
لا يشعر أغلب مرضى ارتفاع ضغط الدم بأية أعراض، ولكن من الممكن ظهور أعراض ناتجة عن مضاعفات ارتفاع ضغط الدم، ومن هذه الأعراض:
- عدم اتزان وصداع.
- نزيف أنفي.
- ألم في مؤخرة الرأس عند الاستيقاظ في الصباح.
- ألم في الصدر.
- ضيق في التنفس.
- اختلال في الوعي والتركيز.
- ضعف في الأطراف.
- تشنجات.
- زغللة وضعف في البصر.
أما الأعراض والعلامات الأخرى، تكون ناتجة عموماً عن مضاعفات أو حالات أخرى تؤدي إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم وتتضمن:
- تعرق زائد.
- تشنج العضلات.
- ضعف عام.
- تبول بشكل متكرر.
- خفقان القلب بسرعة.
آثار ارتفاع ضغط الدم ومضاعفاته
يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى مشاكل صحية خطيرة ترتفع حدتها إذا لم تتم معالجته بالشكل المناسب، وتختلف هذه الآثار والمضاعفات من شخص لآخر بالاعتماد على أربعة عوامل خطر رئيسية لا يمكن السيطرة عليها هي:
- العمر: حيث تزداد احتمالية الإصابة بارتفاع ضغط الدم مع تقدم السن.
- العرق: فالزنوج هم أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم من البيض.
- الجنس: ففي مرحلة الشباب ومنتصف العمر يكون الرجال أكثر عرضة للإصابة من النساء، والعكس فيما بعد الستين.
- التاريخ المرضي للعائلة: فقد ينتج ارتفاع ضغط الدم عن عوامل وراثية.
وبشكل عام فإن لارتفاع ضغط الدم مضاعفات سلبية كبيرة على جميع أعضاء الجسم، إلا أن أكثر الأعضاء تأثراً هي القلب والكلى والدماغ على التفصيل التالي:
القلب: نتيجة للإصابة بارتفاع ضغط الدم لا يحصل القلب على الكمية اللازمة من الدم والأكسجين مما قد يؤدي إلى انسداد الشريان التاجي والإصابة بنوبة قلبية، كما أن هذا النقص المزمن في تروية القلب قد يؤدي إلى موت جزء من عضلة القلب وتوقف القلب عن النبض مما يتسبب في أغلب الأحيان بالوفاة.
الدماغ: نتيجة لضيق الشرايين تقل تروية الدماغ بالدم مما يؤدي إلى نوبة تأتي على صورة فقدان مفاجئ للقوة والإحساس بالشلل، وقد تحدث النوبة (السكتة الدماغية) نتيجة تمزق أحد الشرايين في الدماغ مؤثرة على وظائف الدماغ، ودخول المريض في غيبوبة.
الكلى: كما عرفنا، فإن ارتفاع ضغط الدم يؤدي إلى نقص تروية الأعضاء بالدم، فنتيجة لنقص تروية الكلى تقل قابليتها للتخلص من الفضلات والسموم، وهذا ما يسمى بالقصور الكلوي الذي يترتب عليه تراكم المواد السامة في الدم.
سبع خطوات لخفض الضغط
وعن هذا المرض، تنصح الدكتورة إيناس شلتوت أستاذ الأمراض الباطنة العامة والسكر، كلية طب القصر العيني، مرضى ارتفاع ضغط الدم محدده طرق العلاج فى سبع نقاط:
- تقليل وزن المريض المصاب بالسمنة، حيث إن نقص الوزن يؤدى إلى نقص ضغط الدم.
- ممارسة الرياضة مثل ركوب الدراجة والجرى والسباحة والأيروبك، مما يؤدى إلى انخفاض ضغط الدم.
- الإقلال من تناول ملح الطعام إلى حوالى 4-6 جرامات يومياً.
- الامتناع عن التدخين، فالمعروف أن النيكوتين يؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم.
- الامتناع عن تناول القهوة، حيث تؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم.
- البعد عن التوتر والانفعالات النفسية كلما أمكن.
- استخدام العقاقير التى تعالج ارتفاع ضغط الدم وهى على شكل موسعات للأوعية الدموية أو مدرات للبول، ويوجد الآن أدوية حديثة تستخدم بنجاح وأمان تام ولا توجد معها أية أعراض جانبية.