خلع بن على رسمياً وتولى رئيس مجلس النواب مهام الرئاسة مؤقتا فى تونس أعمال نهب وسلب واسعة وسقوط عشرات القتلى فى حرائق بالعاصمة وشاهد الخطاب الاخير للرئيس بن على قبل مغادرته البلاد

تواصلت التطورات المتلاحقة في تونس بعد نجاح ثورتها الشعبية في الإطاحة بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي حيث أرغم على الفرار من البلاد أمس الأول بعد حكم دكتاتوري دام 23 عاما في سابقة تاريخية لم تشهدها المنطقة من قبل .

أعلن فتحى عبد الناظر رئيس المجلس الدستورى عن تولى رئيس مجلس النواب فؤاد المبزع مهام الرئاسة مؤقتا بدلا من الرئيس زين العابدين بن على وفقا للدستور حيث ذكر عبد الناظر ان بن علي غادر البلاد دون أن يفوض سلطاته إلى الوزير الأول محمد الغنوشي وفقا لأحكام الفصل 56 من الدستور.

وأضاف عبد الناظر أن بن علي لم يقدم استقالته من مهامه على رأس الدولة وأن المغادرة تمت في الظروف القائمة بالبلاد وأن غياب رئيس الجمهورية بهذه الصورة يحول دون القيام بما تقتضيه موجبات مهامه وهو ما يمثل حالة عجز تام عن ممارسة وظائفه على معنى الفصل 57 من الدستور التونسي.

كان الغنوشي الذي تولى الرئاسة لساعات قد ألقى بيانا أمس الأول أعلن فيه للمرة الأولى مغادرة بن علي البلاد وتفويضه مؤقتا لشغل مهام الرئاسة داعيا كافة أبناء الشعب إلى التحلي بالوحدة لتمكين البلاد من تخطي الصعاب.

وقد ذكر خبراء قانون تونسيين قبل البيان أن زين العابدين بن على مازال هو رئيس الدولة دستوريا وأنه فقط فوض سلطاته مؤقتا للغنوشى الذى سيباشر اتصالات مع مختلف الأطراف لتشكيل حكومة يتوقع أن تضم مختلف التيارات

وحول الأنباء التى أفادت بأن الجيش فى تونس أمسك بزمام الأمور, أعرب رئيس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان المختار الطريفى عن اعتقاده بأن هذا الأمر سيعمل على تهدئة الأوضاع فى البلاد لأن الجيش لم يستعمل العنف ضد المتظاهرين دون إشارة إلى ما يمكن ان تؤول إليه الأمور مستقبلا .

وأكد رئيس الطريفي أن ما آلت إليه الأمور فى تونس قد أعطى الشعب الحق فى تقرير مصيره وقال إن مطلب المعارضة التونسية بتشكيل حكومة وحدة وطنية يعد مطلبا عادلا إلى حد كبير.

وطالب الأمين العام للحزب الاجتماعى الليبرالى التونسى منذر ثابت الأحزاب والقوى السياسية التونسية بتبنى وإرسال رسالة واضحة من أجل تهدئة الأوضاع فى البلاد وقال إن الحوار هو السبيل الوحيد لتجاوز الأزمة الراهنة فى تونس .

جاء ذلك في الوقت الذي لقي فيه نحو خمسين شخصا مصرعهم في حريق اندلع بسجن في مدينة المنستير التونسية عقب قيام مساجين بإشعال النار في مرابهم ما تسبب في امتداد ألسنة النيران الى جميع أنحاء المبنى.

ووفقا لشهود عيان فقد فتح حراس السجن النار على المسجونين أثناء محاولتهم الفرار ، مما أدى إلى مقتل العديد منهم بالرصاص بينما لقي آخرون حتفهم جراء الحريق.

كما اندلعت النيران في محطة القطارات المركزية في العاصمة التونسية وتم إشعال النيران في إحدى الأسواق التجارية وبدا وسط العاصمة التونسية مقفرا بعد ليلة من التدمير والنهب في العديد من الأحياء .

وعاشت عدة أحياء قريبة من وسط العاصمة ليلة من الرعب بسبب أعمال تخريب ونهب قامت بها عصابات ملثمين بحسب شهادات سكان مذعورين نقلتها القنوات المحلية طوال الليل .

وأطلقت نداءات إلى الجيش الذي يحمي بموجب حالة الطوارئ المعلنة المباني العامة للتدخل العاجل ضد هذه العصابات بينما حلقت مروحيات للجيش ليلا فوق العاصمة.

وقد تعددت الروايات بشأن هوية المسئولين عن أعمال العنف والنهب وأشار بعض السكان إلى عناصر ميليشيات سابقة على علاقة بمقربين من بن علي بينما قال آخرون إنها من فعل مساجين حق عام فروا من مراكز اعتقالهم، واتهم البعض الآخر عناصر من الشرطة.

كان محمد الغنوشي قد ذكر عقب توليه مهام الرئاسة مؤقتا قبل الاطاحة به هو الآخر ان كل السيناريوهات ممكنة فيما يتعلق بانتماء تلك العصابات فيما دعا مصدر تونسى مسئول المواطنين الى التحلى باليقظة والعمل مع قوات الأمن والجيش لحماية أنفسهم وممتلكاتهم وتم الإعلان عن رقم لتلقي الشكاوى او اي معلومات عن عصابات النهب العام .

وذكر شهود عيان أن هناك عمليات سلب ونهب وأن مروحيات تحلق فوق المدينة بأضواء كاشفة.

في الوقت نفسه استأنفت الخطوط الجوية التونسية رحلاتها العادية اثر فتح المجال الجوى التونسى ودعت الخطوط الجوية التونسية مواطنيها إلى التوجه إلى مطارات تونس, وقرطاج, وجربة والمنستير فى مواعيد الرحلات المبرمجة مع احتمال تأخير بعض الرحلات.

كانت التطورات قد تسارعت الجمعة بشكل ملفت فقد أعلنت الحكومة حالة الطوارىء في جميع أنحاء البلاد ومنعت التجمعات وسمحت للجيش بإطلاق النارعلى أي شخص يرفض تنفيذ الأوامر.

وقبيل ذلك أعلن عن قرار بن علي إقالة الحكومة والدعوة الى انتخابات تشريعية مبكرة خلال ستة أشهر لكن هذه الإعلانات لم تضعف تصميم المتظاهرين الذين رفعوا لافتات تطالب الرئيس المخلوع بالرحيل .

وترجع بداية الثورة الشعبية التونسية الى السابع عشر من ديسمبر الماضي عندما بدأت الاحتجاجات في ولاية سيدي بوزيد ضد غلاء المعيشة والبطالة والفساد إثر انتحار الشاب التونسي محمد البوعزيزي بإضرام النار في نفسه احتجاجا على مصادرة عربته لبيع الخضار.

وقد لوحظ تجاهل وسائل الإعلام التونسية الرسمية لأخبار بن على منذ تفويضه سلطاته إلى رئيس الحكومة محمد الغنوشى بصفة مؤقتة ومغادرته البلاد وانشغل الإعلام التونسى الرسمى بتطورات الوضع الأمنى فى البلاد .

جاء ذلك في الوقت الذي انتهى فيه المطاف بالرئيس بن على فى المملكة العربية السعودية التي رحبت بقدومه وأسرته , وذلك بعد رفض فرنسا استقباله, في حين ذكرت مصادر أن عددا من أفراد عائلة بن علي وصل إلى دبي بينما وصل آخرون إلى فرنسا.

وأكد بيان للديوان الملكي السعودي نبأ وصول بن علي إلى أراضي المملكة تقديرا للظروف الاستثنائية التي يمر بها الشعب التونسي الشقيق وفق ما جاء في البيان الذي أكد تأييد الرياض لكل إجراء يعود بالخير على التونسيين .

وتفيد معلومات غير مؤكدة بأن عددا من المسئولين وكبار رجال الأعمال رافقوا بن علي لدى مغادرته البلاد وكانت طائرة تونسية مدنية قد أثارت حالة من الارتباك لدى هبوطها أمس في كاليجاري في سردينيا جنوب إيطاليا للتزود بالوقود.

وذكرت وكالة الأنباء الإيطالية أن الطائرة التي هبطت اضطراريا وهي في طريقها إلى باريس لم يكن على متنها بن علي وشرعت السلطات الإيطالية بفحصها.

في الوقت نفسه ذكرت صحيفة لوموند الفرنسية أن طائرة تقل على متنها إحدى بنات بن علي وإحدى حفيداته وموظفة لديهما حطت في مطار بورجيه قرب باريس مساء أمس , في حين رفضت السلطات حسب الصحيفة هبوط طائرة ثانية.

كما أكد أحد المقربين من صخر الماطري صهر الرئيس بن علي أن الماطري وصل وعائلته إلى دبي, خلافا للأنباء التي تحدثت في وقت سابق عن اعتقاله.

وفي غضون ذلك أكد قائد إحدى طائرات شركة الخطوط التونسية محمد بن كيلاني اعتقال عدد آخر من أفراد عائلة بن علي بعد رفضه الإقلاع بالطائرة عند علمه بوجودهم على متنها.

لم يستبعد تقرير اخباري جزائري انقلاب الجيش في تونس على السلطة، والإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي، بعد الاضطرابات التي عاشتها البلاد طيلة شهر كامل والتي خلفت عشرات القتلى والجرحى .

وتحت عنوان "الجيش يهرب بن علي وينقذه من مصير تشاوسيسكو" قالت صحيفة "الشروق" الجزائرية إن الرئيس التونسي فر من البلاد برفقة عائلته على متن طائرتين عسكريتين تحت ضربات الشارع, وبعد ساعات فقط من خطاب أجج غضب التونسيين .

وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش تدخل لتجنيب البلاد مسارا دمويا بالموازاة مع "تسليم" الحكم للوزير الأول فيما قالت صحيفة " الخبر إن بن علي سقط لكن النظام لم يسقط
وقد ذكرت وكالة الأنباء الليبية أن الزعيم الليبي معمر القذافي تلقى اتصالا أمس من الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وقالت إن القذافي سيوجه في وقت لاحق خطابا للشعب التونسي .

العالم يتابع الأحداث فى تونس
الاتحاد الأوروبى يأمل فى حل سلمى دائم .. و"هيومن رايتس ووتش" تطالب بمحاكمة المسئولين عن قتل المدنيين

عواصم عربية وعالمية وكالات الأنباء :

وجهت جامعة الدول العربية نداء إلى كافة القوى السياسية وممثلى المجتمع التونسى والمسئولين للتكاتف والتوحد للحفاظ على مكتسبات الشعب التونسى وتحقيق السلم الأهلى ..

وحثت الجامعة العربية - فى بيان صحفى لها أمس - على العمل سوياً من أجل عودة الهدوء وأن يسود الأمن والاستقرار ربوع الوطن والتوصل إلى توافق وطنى حول سبل إخراج البلاد من هذه الأزمة , وبما يضمن احترام إرادة الشعب التونسى ويحفظ المصالح العليا للوطن والشعب فى إطار الاحتكام إلى الدستور ومؤسسات الدولة وتحقيق تطلعات الشعب التونسى إلى حياة كريمة آمنة ومستقرة فى ظل مناخ من الديمقراطية والاستقرار السياسى , وبما يمكن من تحقيق النهضة التنموية المنشودة ..

وجاء فى البيان , أن الأمانة العامة للجامعة العربية تتابع بدقة واهتمام التطورات الجارية فى تونس الشقيقة , وتترحم على أرواح الضحايا الذين سقطوا فى الأحداث الأخيرة , وتتقدم إلى الشعب التونسى وأهالى الشهداء بخالص تعازيها ومواساتها, وتؤكد على الأهمية القصوى التى توليها الجامعة لأمن تونس واستقرارها ..

من جانب آخر أعلن قصر الاليزيه أمس ، أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي دعا أبرز وزرائه لبحث تطورات الوضع في تونس ووضع الرعايا الفرنسيين الموجودين هناك ..

قال مصدر بقصر الرئاسة الفرنسية إن الاجتماع شهد مشاركة كل من رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون ووزراء الدفاع آلان جوبيه والخارجية ميشال أليو ماري والداخلية بريس اورتفو والموازنة فرانسوا باروان ..

وكانت الرئاسة الفرنسية أعلنت في وقت سابق في بيان أن فرنسا أخذت علماً بالانتقال الدستوري في تونس الذي أعلنه رئيس الوزراء محمد الغنوشي .

وبحسب وزارة الخارجية الفرنسية فهناك حالياً ما بين 21 و 22 ألف فرنسي في تونس بينهم نحو 15 ألفاً يحملون الجنسيتين ، كما هناك العديد من السياح في تونس ..
من جانبه دعا الاتحاد الأوروبي إلى حل سلمي دائم في تونس ، حيث قالت كاثرين أشتون الممثلة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي في بيان :"نحث جميع الأطراف على إظهار ضبط النفس والتزام الهدوء من أجل تجنب المزيد من الخسائر والعنف" ..
وقالت إن الحوار هو مفتاح الحل ، ونحن بدورنا نؤكد مجدداً التزامنا مع تونس وشعبها واستعدادنا للمساعدة في التوصل إلى حلول ديمقراطية دائمة للأزمة الراهنة ..

وفي برلين أعربت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل خلال لقائها مع أعضاء الحزب المسيحى الديمقراطى عن قلقها البالغ تجاه تطورات الأوضاع فى تونس ..

وأكدت ميركل أن الأوضاع هناك جادة جداً , مطالبة بأن تتم التغييرات فى تونس بطريقة سلمية ، مشددة على ضرورة مواجهة أعمال الشغب بسبب الظروف الاجتماعية سلمياً , مشيرة إلى أن ألمانيا ستعمل على استغلال نفوذها للعمل على تهدئة الأوضاع ومراعاة عدم سقوط ضحايا ..

من جانبها , شددت وزارة الخارجية الألمانية من تحذيراتها للسفر لتونس , حيث يوجد الآن ما بين 6 إلى 8 آلاف سائح ألمانى فى تونس وقد عادت طائرتان أمس إحدهما الى برلين وأخرى إلى دوسلدورف , فيما ألغت شركة الطيران الألمانية كونكورد رحلتين لها أمس بعد إعلان إغلاق المجال الجوى التونسى وفرض حالة الطوارىء فى البلاد ..

وفي بكين أعربت الصين أمس عن أملها في استعادة الاستقرار في تونس في أقرب وقت ممكن ..

قال هونج لى المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وأوضح أن الصين تراقب الوضع في تونس بشكل وثيق منذ الحادثة الأليمة التى وقعت فى ولاية سيدى بوزيد أوائل ديسمبر العام الماضى عندما أقدم الشاب محمد بوعزيزى على إشعال النار فى نفسه احتجاجاً على تردى الأوضاع الاجتماعية فى البلاد , إلا أنه أكد التزام الصين بمبدأ عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول الأخرى واحترام السيادة الوطنية للدول ..

وفي نيويورك ، طالبت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المعنية بحقوق الإنسان المسئولين في تونس بأن يأمروا فورا قوات الأمن بالكف عن استخدام القوة المميتة غير المبررة ضد المدنيين وأن يقدموا للعدالة المسئولين عن أي استخدام إجرامي للقوة ..

قالت المنظمة الحقوقية ومقرها نيويورك إن على الحكومة الانتقالية أن تبدأ بالإفراج عن السجناء السياسيين المعتقلين على خلفية التعبير عن الرأي وممارسة أنشطة سياسية سلمية ..

وقالت سارة ليا ويتسن ، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش إنه ليس هناك ما يرمز إلى مراعاة التغييرات التي يطالب بها التونسيون أكثر من اتخاذ خطوات ملموسة لوضع حد للقمع الدموي ، والسماح للمواطنين بممارسة حقوقهم في سلام ، وإخلاء سبيل السجناء السياسيين ..

وأكدت المنظمة الحقوقية أن مغادرة الرئيس بن علي لا تعني سقوط المسئولية عن قوات الأمن التي قتلت المدنيين بلا مبرر ، وشددت على أنه ما لم تتحرك الحكومة الانتقالية سريعاً للتحقيق في هذه الحوادث ولتحميل الجناة المسئولية ، فعلى المجتمع الدولي أن يبادر بفتح التحقيق ..

ودعت هيومن رايتس ووتش إلى فتح تحقيق نزيه يتمتع بالمصداقية في أعمال القتل والانتهاكات التي وقعت أثناء الأسابيع الأخيرة وإلى ضمان تحميل الجناة المسئولية أمام القضاء ..

وقالت ويتسن ، إن وقف استخدام القوة غير المبررة ، ومحاسبة الجناة ، وإطلاق سراح أولئك الذين سجنوا للتعبير عن آرائهم أو لممارسة أنشطة سياسية غير عنيفة ، هذا هو ما تحتاج الحكومة الانتقالية لعمله كي تطمئن الشعب التونسي إلى أن التغيير الحقيقي سيأتي أخيراً بعد عقود من الحكم السلطوي ..

» إعلان حالة الطوارئ في تونس . الرئيس زين العابدين بن على يغادر الى باريس والوزير الأول محمد الغنوشى يتولى الرئاسة مؤقتا والشعب يرفض
» إعلان حالة الطوارئ في تونس . الرئيس زين العابدين بن على يغادر الى باريس والوزير الأول محمد الغنوشى يتولى الرئاسة مؤقتا والشعب يرفض
» بعد استقالة البدرى وجهازه: زيزو مديرا فنيا مؤقتا وشاهد اولى تصريحاته بالفيديو
» أهم مواقع الطبخ والحلويات لكل البلاد العربية
» قرعة نهائيات كأس آسيا 2011 ستجري في قاعة أسباير بالعاصمة القطرية الدوحة