بعد ساعات من القنبلة التي ألقاها أوباما وأكد خلالها تخليه عن الضغط على إسرائيل لتجميد الاستيطان ، أعلن أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه مساء الأربعاء الموافق 8 ديسمبر أن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات سيتوجه إلى واشنطن للقاء وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون خلال يومين.
وفي السياق ذاته ، أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن القاهرة ستستضيف خلال أيام قليلة اجتماعا عاجلا للجنة متابعة مبادرة السلام العربية لبحث عملية السلام بعد إعلان واشنطن وقف ضغطها على تل أبيب بشأن الاستيطان.
وقال موسى إنه تلقى اتصالا من رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الذي ترأس بلاده اللجنة وطلب منه الإعداد لعقد اللجنة لبحث التحرك العربي في ضوء الرسالة التي تلقاها الرئيس الفلسطيني من الإدارة الأمريكية.
ولم يستبعد الأمين العام للجامعة العربية إعادة القضية مرة أخرى إلى الأمم المتحدة ، قائلا :" العرب غير مستعدين لتسليم مفتاح القضية الفلسطينية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي وإنهم لن يستسلموا وسيتعاملون مع هذا المستجد وفقا لرؤى ومتطلبات الرئيس الفلسطيني ".
وكان عباس أقر بوجود أزمة حقيقية عقب تخلي الولايات المتحدة عن مساعيها الرامية لإقناع إسرائيل بتجميد الاستيطان في الضفة الغربية باعتبار ذلك شرطا لاستئناف مفاوضات عملية السلام.
وقال عباس من أثينا خلال لقائه رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو قبل زيارته لمصر :"ما من شك في أن مفاوضات السلام في أزمة"، معربا عن أمله بأن تنخرط اليونان والاتحاد الأوروبي للمساعدة على استئناف المفاوضات.
ومن جانبه ، أعرب الاتحاد الأوروبي عن أسفه لرفض إسرائيل تجميد الاستيطان في الضفة الغربية ، موضحا أن البناء الاستيطاني غير قانوني ويشكل عائقا أمام السلام.
وكان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه شكك في وقت سابق في قدرة أمريكا على تحقيق السلام في المنطقة.
وقال لإذاعة فلسطين تعقيبا على إشارة الإدارة الأمريكية إلى العودة للمفاوضات غير المباشرة :"من لا يستطيع أن يقنع أو يجعل إسرائيل تتوقف عن الاستيطان لفترة محدودة من أجل إجراء مفاوضات جادة، كيف سيكون بمقدوره جعل إسرائيل تقبل بحل متوازن على أساس الشرعية الدولية؟".
وتابع أن فشل واشنطن في مساعيها يعد دليلا على أنه كان هناك إخفاقا أمريكيا وتصميما إسرائيليا على تعطيل الجهود الدولية والأمريكية للسير بالعملية السياسية إلى نهايتها المطلوبة.
وأضاف أن الرسالة الشفهية التي تلقتها السلطة من واشنطن تفيد أن الولايات المتحدة تريد إجراء مشاورات منفردة مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بشأن كيفية السير إلى الأمام.
وبعد أن أعرب عن استغراب السلطة من استياء أمريكا تجاه إعلان بعض الدول اللاتينية مثل البرازيل والأرجنتين الاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967، أكد عبد ربه ضرورة التوجه إلى الإطار الدولي الأوسع.
وفي السياق ذاته ، اعتبر نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" التصريحات الأخيرة الصادرة من واشنطن بمثابة فشل أمريكي.
كما أعلن صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير أن الحكومة الإسرائيلية أفشلت الجهد الأمريكي ، محملا إسرائيل مسؤولية انهيار عملية السلام.
وقال عريقات :"كنا نتوقع أن تقوم الحكومة الأمريكية بتحميل إسرائيل مسؤولية هذا الفشل لكن هذا لم يحدث".
وأضاف أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيعرض الموقف على لجنة المتابعة العربية والقيادة الفلسطينية ممثلة في اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح.
واعتبر أن حكومة بنيامين نتنياهو اختارت الاستيطان على حساب المفاوضات وعملية السلام" ، واستطرد عريقات " كنا نأمل أن تتخذ الإدارة الأمريكية خطوة الاعتراف بدولة فلسطينية على حدود 1967 كرد على الاستهتار الإسرائيلي".
وجدد عريقات رفض السلطة الفلسطينية العودة إلى المفاوضات قبل وقف الاستيطان ، قائلا : " إما السلام وإما الاستيطان".
وكان مسئول رفيع في البيت الأبيض أكد في وقت سابق أن إدارة أوباما أبلغت الرئيس محمود عباس فشل محاولات الولايات المتحدة لإقناع إسرائيل بتجديد تجميد جزئي للاستيطان.
وتابع المسئول الذي لم يذكر اسمه أن هذا لا يعني أن الولايات المتحدة لن تحاول احياء المحادثات التي كانت معلقة منذ نهاية فترة تجميد إسرائيل الجزئي لبناء المستوطنات في أواخر شهر سبتمبر/ أيلول الماضي