بعد أن ضمن الثلاثي العربي الترجي التونسي (المجموعة الأولي) و شبيبة القبائل الجزائري و الأهلي المصري (المجموعة الثانية) بلوغ نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا مع مازيمبي الكونغولي(حامل اللقب) وتم حسم الأمور قبل جولة من إسدال الستار علي منافسات دوري المجموعتين في البطولة الإفريقية الأهم والأقوى في القارة السمراء، لم يعد أمام أندية لغة الضاد الكثير لاستعادة اللقب التي استحوذت عليه بشكل شبه تام في السنوات الـ 30 الأخيرة.
البطولة التي انطلقت للمرة الأولي أواخر عام 1964 و أحرز أوريكس دوالا الكاميروني لقبها الأول علي حساب الملعب المالي في السابع من فبراير عام 1965 بعد فوزه بهدفين لهدف علي الملعب الرئيسي في العاصمة الغانية أكرا، سيطرت عليها أندية الغرب الإفريقي في النسخ الأربع الأولي قبل أن يحرزها الإسماعيلي المصري للمرة الأولي علي حساب الإنجلبير الزائيري (مازيمبي الآن) في نهائي تاريخي شهده ملعب القاهرة الدولي في التاسع من يناير عام 1970 بعد فوز زملاء علي أبوجريشة علي حاملي لقب نسختي 67 و 68 بثلاثية مقابل هدف في الإياب واستفادتهم من تعادلهم في الذهاب بهدفين في كل شبكة.
"الأميرة الإفريقية" أعلنت العصيان مجدداً لعرب الشمال وعاشت 6 سنوات متتالية صحبة كوتوكو الغاني 1970 و كانون ياوندي الكاميروني 1971 ثم هافيا كوناكري الغيني عامي 72 و 75 و كان للكونغو كينشاسا والكونغو برازافيل نصيب فيها عن طريق فيتا الزائيري عام 73 و كارا البرازافيلي عام 1974 في النهائي الذي تفوق خلاله علي المحلة المصري ذهاباً و إياباً.
مع عريق كرة القدم في بلد المليون و نصف مليون شهيد تذوقت الأندية العربية طعم البطولة للمرة الثانية عام 1976 عندما توج مولودية الجزائر بلقبه الوحيد، قبل أن تعاود إفريقيا السمراء سيطرتها علي اللقب 4 مرات متتالية عندما أحرز هافيا كوناكري لقبه الثالث عام 77 و عاود عملاق الكرة الكاميرونية كانون ياوندي الكره و أحرز لقبيه الثاني والثالث عامي 1978 و 1980 وبينهما فاز مواطنه يونيون دوالا بلقبه الوحيد عام 1979.
من معقل القبائل الأمازيغية شديدة البأس ظهر فريق جزائري أخر في الصورة و أحرز جيت تيزو أوزو (شبيبة القبائل الآن) ثالث ألقاب العرب بجدارة و استحقاق علي حساب فيتا الكونغولي 1981، أعقبه عملاق مصر الكبير الأهلي الذي أحرز بروعة باكورة ألقابه بكل جسارة علي حساب كوتوكو الغاني عام 1982 قبل أن يخسر اللقب أمام محبوب قبائل الأشانتي عام 1983، ثم ظهر غريمه الأزلي في الصورة و فاز فرسان الزى الأبيض بأول ألقابهم علي حساب شوتنج ستار النيجيري بعد الفوز في لقائي الذهاب و الإياب عام 1984.
لم ترضي عملاقة الغرب العربي بدور المتفرج و هي تشاهد أندية جارتها الجزائر و منافستها اللدودة مصر وهي تحرز الألقاب و تمكن الجيش الملكي المغربي من إحراز أول لقب للمغرب عام 1985 قبل أن يُعيد الزمالك اللقب لمصر عام 1986 بفارق الركلات الترجيحية أمام أفريكا سبورت الإيفواري .
النهائي العربي الأول كان بين عملاقي وادي النيل الأهلي المصري و الهلال السوداني عام 1987 و فيه أحرز "الفرسان الحمر" لقبهم الثاني علي حساب "الموج الأزرق" ثم كان ظهور وفاق سطيف كثالث فريق جزائري يحرز اللقب عام 1988 عندما تمكن رفقاء عملاق حراسة المرمي الجزائري عنتر عثماني من الفوز بلقبهم الوحيد علي حساب هارتلاند النيجيري عام 1988.
أخيراً ظهر النسر الأخضر و تمكن رجاء كازبلانكا من إحراز أول ألقابه عام 1989 في نهائي عربي خالص أمام مولودية وهران ثم بقي اللقب عربياً و تمكن شبيبة القبائل من إحرازه للمرة الثانية عام 1990 علي حساب نكانا الزامبي قبل أن يحرز الإفريقي أول لقب لتونس في البطولة عام 1991 بعد تفوق رفاق فوزي الرويسي علي فيلا الأوغندي باكتساح في النهائي.
هل يفوز الجيش و الرجاء بلقبين للمغرب و يقف الوداد مكتوف الأيدي؟ لا.. لم ينتظر الأحمر و الأبيض كثيراً وكرر إنجاز مواطنيه و اقتنص لقبه الأول علي حساب الهلال السوداني عام 1992 ثم كانت رغبة الزمالك قوية في فض الاشتباك مع الأهلي و أحرز لقبه الثالث عام 1993 بصعوبة وبفارق الركلات الترجيحية أمام كوتوكو مع محمود الجوهري الذي قاد الأهلي للقبه الأول قبلها بأحد عشر عاماً.
عام 1994 أصدمت رغبة الزمالك في إضافة لقب رابع في البطولة و الإنفراد بالرقم القياسي علي صعيد الفوز باللقب، بشدة بأس زملاء الراحل الهادي بلرخيصة الذين أحرزوا لقبهم الأول والوحيد – حتى الآن- ليخرج اللقب بعدها من "جلباب العرب" لأول مرة بعد 10 سنوات متتالية و يذهب لأورلاندو بيراتس الجنوب إفريقي ثم يعود مجدداً للقبضة العربية بفضل الزمالك الذي أحرز أخر لقب للبطولة بنظامها التقليدي علي حساب شوتنج ستار النيجيري بفارق الركلات الترجيحية – أيضاً- عام 1996.
مع تعديل نظام البطولة بداية من عام 1997 و رصد الإتحاد الإفريقي لجوائز مالية ضخمة للأندية التي تذهب بعيداً في البطولة ظهر التفوق والتألق العربي في أبهي صوره و فرضت أندية الشمال سيطرة مذهلة علي اللقب الثمين حتى أنه لم يخرج من قبضتها في النسخ الـ 13 التي أقيمت حتى الآن إلا في 5 مناسبات.
أول عهد البطولة بدوري المجموعتين اقتحمه العرب بالرباعي الرجاء و إتحاد العاصمة و الزمالك و الإفريقي و نجح "النسر المغربي الأخضر" في تصدر المجموعة الأولي- نظام البطولة من 97 حتى 2000 كان يقضي بصعود المتصدرين مباشرة للنهائي- و الفوز بثاني ألقابه علي حساب أشانتي جولد الغاني.
عام 1998 كان التواجد العربي خجولاً و فشل الثنائي النجم الساحلي والرجاء في انتزاع الصدارة وكان النهائي من نصيب أسيك الإيفواري و ديناموز هراري من زيمبابوي و فاز الميموزا بأول ألقابه في البطولة، قبل أن يعاود الرجاء التألق و يفوز بلقبه الثالث عام 1999 علي حساب الترجي خلال ربع نهائي شهد تواجد الأهلي المصري في مجموعة الرجاء و احتلاله المركز الثاني في المجموعة الأولي.
اللقب بعيد عن العرب في نسخة 2000 أيضاً بعد فشل الترجي للمرة الثانية في النهائي أمام الهارتس أوف أوك الغاني الذي تصدر المجموعة الثانية بفارق 5 نقاط كاملة عن الأهلي المصري الذي صبر طويلاً عن التتويج ثم أحرز لقبه الثالث مع مدربه الكبير مانويل جوزيه عام 2001 بعد أن حل ثانياً خلف بترو أتلتيكو الأنجولي في المجموعة الثانية ثم تجاوز الترجي في نصف النهائي بصعوبة و توج بالبطولة علي حساب صن داونز الجنوب إفريقي بفضل ثلاثية موهوبه الكبير خالد بيبو.
خمسة لثلاثة هكذا أرادها الزمالك في منافسته مع الأهلي، بعد أن أحرز لقبه الخامس في نهائي عربي خالص ضد الرجاء البيضاوي عام 2002 حيث لعب الثنائي العربي ربع النهائي صحبة الأهلي و الترجي اللذين حلا في المركزين الرابع و الثالث في المجموعتين الأولي و الثانية.
كفاكم يا عرب الشمال، لقد حان الوقت لتدركوا أن عمالقة الغرب الأفريقي بخير, تلك كانت صرخة الفيل النيجيري الضخم إنيمبا أول فريق يحرز لقبين متتالين في البطولة بنظامها الجديد بعد التفوق علي فريقين عربيين في النهائي.
زملاء الحارس "الأخطبوط" فينسنت إنياما تفوقوا علي الإسماعيلي المصري في نهائي 2003 بعد أن حلوا في المركز الثاني خلفه في المجموعة الأولي وتركوا المركزين الأول و الثاني في المجموعة الثانية للترجي وإتحاد العاصمة، ثم كان لقب 2004 علي حساب النجم الساحلي بفارق الركلات الترجيحية في النسخة التي تصدر نجم سوسه خلالها المجموعة الأولي علي حساب إنيمبا و كانت الصدارة في المجموعة الثانية لمواطنه الترجي و المركز الثالث لثالث الفرق العربية في ربع النهائي و المعني إتحاد العاصمة الجزائري.
ها نحن نصل لمنتصف الحقبة الأولي من الألفية الجديدة، وها هو ناد القرن الإفريقي يستعيد ذاكرة الهيمنة القارية تماماً كما هو حاله محلياً، الأهلي صاحب المقام الرفيع في الفوز بكأس الكئوس الإفريقية وأول فريق في قارة المواهب يتوج بأحدي البطولات ثلاث مرات متتالية (أبطال الكأس 86,85,84) يعادل رقم الإنجلبير و يصل أربع مرات متتالية إلي نهائي دوري الأبطال بل و يتفوق علي عملاق بلاد كابيلا ويحرز 3 بطولات جديدة في ظرف 4 سنوات مع أسطورة التدريب البرتغالية داسيلفا و يؤكد أن حسمه للقب القرن بفارق بسيط عن الزمالك شيء استثنائي و انه في طريقة لحسم لقب القرن الجديد بفارق شاسع أن أقرب منافسيه.
البداية كانت عام 2005 في النسخة التي ارتفع عدد الأندية العربية في ربع النهائي بها للرقم 5 لأول مرة بل و أصبح المربع الذهبي فيها عربياً خالصاً للمرة الأولي و تمكن رفقاء عصام الحضري من حسم لقبهم الرابع بسهولة علي حساب النجم الساحلي بفضل ثلاثية (تريكة حسني بركات) في النهائي الذي شهده ملعب الكلية الحربية في 12 نوفمبر.
3 أندية عربية في دوري المجموعتين ونهائي عربي مصري تونسي خالص للمرة الثانية علي التوالي وتتويج أسطوري بلقب خامس للأهلي علي حساب الصفاقسي التونسي علي ملعب 11 نوفمبر في ضاحية رادس بهدف محمد أبوتريكة في مرمي الحارس الأسمراني أحمد الجواشي في النسخة التي تواجد فيها ممثل ثالث للعرب في المجموعة الأولي هو شبيبة القبائل صاحب المركز الرابع في المجموعة التي تصدرها زملاء وسام العابدي و حل الأهلي فيها ثانياً.
تذوقت طعم كل البطولات الإفريقية وحان الوقت لنيل لقب البطولة الأهم هكذا صرخ نجوم النجم الساحلي بقيادة الهداف الموهوب محمد أمين الشرميطي وأوقفوا مسيرة الأهلي الظافرة وأحرزوا أول ألقاب دوري الأبطال من ملعب القاهرة الدولي وفي حضور الرئيس المصري حسني مبارك عندما عوضوا تعادلهم السلبي في سوسه في الذهاب بفوز بثلاثة أهداف لهدف في الإياب، النسخة شهدت تواجد رقم قياسي للعرب في ربع النهائي (7 أندية) حجزت كل مقاعد نصف النهائي للمرة الثانية في تاريخ البطولة بنظامها الحالي.
أبداً لن يكف عن تحقيق الأرقام و التتويجات و يصنع لنفسه و جماهيره مكاناً متميزاً بين كبار كرة القدم في العالم , هكذا هو الأهلي الذي أحرز لقبه السادس في البطولة وفك الاشتباك مع الزمالك عندما تفوق علي القطن الكاميروني في مجموع لقائي النهائي بأربعة أهداف لهدفين وأصبح "نجوم القاهرة" حاملي أختام كل الأرقام القياسية الإفريقية في كل البطولات باستثناء كأس الكونفدرالية التي استعصت عليهم و علي كل أندية عريقة و كبيرة كرة القدم الإفريقية.
في النسخة الماضية و رغم وجود الثلاثي العربي الهلال و المريخ في المجموعة الأولي و النجم الساحلي في المجموعة الثانية إلا أن التألق النيجيري الكونغولي ألقي بظلاله علي هذه النسخة و تمكن زملاء مابي مبوتو من إحراز لقبهم الثالث في البطولة بعد تفوقهم علي الهلال السوداني و هارتلاند النيجيري في نصف النهائي و النهائي.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن علي كل متابعي أمجد الكئوس الإفريقية، هل يتمكن الثلاثي العربي من تجريد "المازيمبي" من لقبه كما فعلها الإسماعيلي منذ أكثر من 40 عاماً؟ أم يؤكد عملاق لوبو مباشي أنه عازم علي إحراز لقبين متتالين كما فعلها للمرة الأولي في ستينات القرن الماضي؟
وأخيراً نقول لم يعد يتبقي إلا القليل سواء لحسم ترتيب المجموعة الأولي التي يسعي فيها الترجي و مازيمبي لتفادي الصدام المبكر بعملاق القاهرة الأحمر، ثم اقتلاع فريقين من هذا الرباعي الكبير لبطاقة النهائي التي يمكن أن تضمن اللقب رقم 26 لأندية الشمال العربي لو تمكن أحد الثنائي الأهلي أو الشبيبة من إبعاد زملاء الهداف الزامبي سينجولوما من بطاقة التأهل للنهائي كما فعلها الزمالك عام 2002.
أرقام من البطولة
تاريخ الانطلاق : 1964
عدد البطولات التي أقيمت حتى الآن : 45 بطولة ( منها 13 بالشكل الجديد)
أول فريق أحرز اللقب : أوريكس دوالا الكاميروني عام 1965.
أخر فريق أحرز اللقب : مازيمبي الكونغولي 2009.
أكثر الأندية تتويجاً : الأهلي المصري (6 ألقاب).
عدد ألقاب الأندية العربية: 25 لقب
عدد ألقاب أندية إفريقيا السمراء: 20 لقب
نهائي عربي خالص للبطولة: 9 مرات