خلال هذه المباريات، لم يحصد ميسى ورفاقه إلا أربع نقاط فقط.. خسروا فى مباراة وتعادلوا فى أربعة لقاءات، واستمر تذبذب النتائج حتى اضطر اتحاد الكرة الأرجنتينى لإقالة ألفيو باسيلى من تدريب المنتخب وتعيين أسطورة الكرة الأرجنيتية دييجو أرماندو مارادونا.
تولى مارادونا مهمة تدريب راقصى التانجو فى 29 أكتوبر 2008 فى الجولة الـ11 من التصفيات، على أمل أن ينجح فى حسم التأهل لكأس العالم مبكرًا.. وخلال ثمانى مباريات لعبها راقصو التانجو تحت قيادة مارادونا، فاز الفريق بأربع مباريات وخسر مثلها.. وكانت بينها أثقل هزيمة فى تاريخ الأرجنتين من بوليفيا بستة أهداف مقابل هدف.
أنهت الأرجنتين التصفيات فى المركز الرابع برصيد 28 نقطة، حصدتها من ثمانية انتصارات وأربعة تعادلات وست هزائم، وتُعد هذه النتائج هى الأسوأ فى تاريخ مشاركات راقصى التانجو فى تصفيات المونديال بنظامها الحديث.
هجوم "نارى".. ودفاع ووسط مهزوزان
القلق الذى عاشته الجماهير الأرجنتينية، أثناء تصفيات المونديال، زال بمجرد حجز بطاقة التأهل، بل تحول إلى ثقة كبيرة فى قدرات لاعبيها على المنافسة على لقب كأس العالم، والعودة به إلى العاصمة بيونس أيرنس.
وقبل المونديال بشهر، وتحديدًا فى الـ12 من مايو الجارى، كانت الكرة الأرجنتينة على موعد مع إعلان الأسماء المستدعاة لتمثيلها فى جنوب أفريقيا.. وفاجأ مارادونا الجميع حين قرر استبعاد الثنائى.. خافيير زاينيت وستيفان كامبياسو من القائمة وضم خوان سباستيان فيرون لاعب الوسط المخضرم.
قائمة الأرجنتين السمتدعاة، أظهرت تباينًا كبيرًا فى مستوى خطوط الفريق.. فقى الوقت الذى تمتلك فيه أقوى خط هجوم فى البطولة ويضم.. دييجو ميليتو وكارلوس تيفيز وجونزالو إيجواين وليونيل ميسى وسيرجيو أجويرو ومعهم المخضرم مارتين باليرمو، نلمس تراجعًا وفارقًا فى قدرات لاعبى الوسط رغم تواجد بعض الأسماء البارزة مثل خافيير ماسكيرانو وماكسى رودريجز لاعبا ليفربول وأنجيل دى ماريا لاعب بنفسكا، ويستمر التراجع فى المنحنى حين ننظر لأسماء المدافعين المختارين فنجد أن أبرزهم .. مارتين ديميكلس لاعب بايرن ميونيخ، وجابريل هاينزه مدافع مارسيليا الفرنسى وباقى اللاعبين ليسوا على المستوى المنتظر.
ميسى..أشهر "برغوث" فى العالم
يُعد ليونيل ميسى، لاعب برشلونة الإسبانى، والملقب بالبرغوث، هو أبرز نجوم المنتخب الأرجنتينى.. اللاعب القصير الذى يحتفل بعيد ميلاده الـ23 أثناء منافسات المونديال، نجح فى الفوز بلقب أحسن لاعب فى العالم، فى استفتاء الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" عن العام الماضى 2009، وهو مرشح وبقوة أيضًا لحصد نفس اللقب عن العام الحالى بعد نجاحه فى تسجيل 47 هدفًا مع فريقه خلال الموسم الكروى "2009- 2010".
ميسى، نجح فى زمن قياسى، أن يحجز لنفسه مركزًا فى تصنيف أفضل لاعبى كرة القدم على مدار تاريخها.. وتسببت موهبته وطريقة لعبه فى وضعه فى مقارنة مباشرة مع مديره الفنى دييجو أرماندو مارادونا، الذى أنهى الجدل الدائر حول هذه المقارنة باعترافه :"ميسيى يٌقدم أداءً أفضل منى".
وإن كان ميسى هو "الأمهر" فى صفوف راقصى التانجو، فإن خافيير ماسكيرانو لاعب ليفربول، هو الأكثر "أهمية" لدى مارادونا ، الذى سبق وقال إنه "يبنى كل خططه التكتيكية على هذا اللاعب".
مارادونا..ومهمة الرد على "المشككين"
"الأرجنتين منتخب قوى بلا مدرب".. كلمات قليلة، وصف بها لويس فان جال، المدير الفنى لفريق بايرن ميونيخ حال راقصى التانجو مع مارادونا الذى تعرض لعاصفة من الانتقادات منذ توليه مسئولية تدريب المنتخب الأول لبلاده.
ولم تشفع لمارادونا مهاراته الفنية، حين تفاجأ الجماهير بالهزيمة "التاريخية" من بوليفيا بستة أهداف مقابل هدف فى ثانى مباراة له فى التصفيات.. ولم يشفع له تاريخه أيضًا حين دخل فى خلاف مع ليونيل ميسى، أبرز لاعبى الجيل الحالى من الأرجنتين، وتم اتهامه بـ"الغيرة" من ميسى.
مارادونا، يبحث خلال المونديال، الذى يشارك فيه للمرة الأولى كمدير فنى، وللمرة الخامسة فى تاريخه، أن ينجح أولاً فى الرد على كل المشككين فى قدراته التدريبية، وأن يؤكد أحقيته بقيادة منتخب بلاده، ويطمع ثانيًا فى أن يرفع لقب كأس العالم، الغائب عن الأرجنتين منذ 1986، حين كان وقتها أبرز لاعبى العالم.
يُذكر أن المدرب الأرجنتينى وعد جماهير بلاده بالركض عاريًا، إذا نجح فى الفوز باللقب.
البحث عن اللقب الثالث
نجح المنتخب الأرجنتينى فى الوصول إلى نهائى كأس العالم أربع مرات خلال مشاركاته السابقة، أعوام..1930 و1978 و1986 و1990، وفازت باللقب مرتين 1978 و1986...ويبحث راقصو التانجو فى المونديال الحالى عن الفوز باللقب الثالث فى تاريخهم الكروى.
يُذكر أن هذه المشاركة تعد العاشرة على التوالى فى تاريخ مشاركات الأرجنتين فى منافسات كأس العالم.