لا يزال عناصر الكتيبة الغانية تحت وقع الصدمة بعد علمهم بنبأ عدم مشاركة ألمع نجومهم مايكل إيسيان في كأس العالم FIFA، ولكن المدرب ميلوفان راييفاتش لم يستسلم للمفاجأة، وبدأ العمل بواقعية ليعد فريقه لخوض المونديال بدون مايسترو خط الوسط.
حيث قال المدرب الصربي لموقع FIFA.com: "كانت تلك بمثابة ضربة قاسية لنا. إنه لاعب أساسي في المنتخب، وعنصرٌ هامٌ للفريق. إنه يمثل ورقة رابحة وعامل قوة للنجوم السوداء، ولذلك نشعر جميعاً بالحزن لكونه لن يتوجه معنا إلى جنوب أفريقيا. إنه أحد اللاعبين ذوي الخبرة العريضة في المنتخب الغاني، ولا يوجد أدنى شكّ في أنه لو شارك لكان قد أسهم بشكل إيجابي في تحقيق طموحاتنا."
إنه يمثل ورقة رابحة وعامل قوة للنجوم السوداء، ولذلك نشعر جميعاً بالحزن لكونه لن يتوجه معنا إلى جنوب أفريقيا.
ميلوفان راييفاتش، مدرب غانا
لكن هذا المدرب المتألق حوّل انتباهه الآن إلى بناء فريق قادرٍ على ترجمة آمال غانا في كأس العالم FIFA إلى حقيقة. ويُلاحظ عن راييفاتش أنه عندما يُشكك أي أحد بقدرات فريقه، فإنه يُسارع إلى التذكير بالأداء المشرف الذي قدمه فريقه في نهائيات كأس الأمم الأفريقية أنجولا CAF 2010، ووصوله إلى المباراة النهائية التي خسرها بهدف دون ردّ أمام المنتخب المصري حامل اللقب من النسختين السابقتين، حيث فاجأ منتخب النجوم السوداء جميع المراقبين بمهارات كروية ناضجة ولياقة عالية رغم أنهم كانوا بعيداً عن دائرة المرشحين للمنافسة على لقب هذه البطولة التي خاضوها مثقلين بإصابات متعددة، لم يسلم منها إيسيان.
ويعود الفضل في تلك النجاحات إلى راييفاتش الذي أظهر جرأة وشجاعة كبيرتين عندما ركّز أنظاره على مجموعة من لاعبي المنتخب الغاني الذين اعتلوا منصة تتويج كأس العالم تحت 20 سنة FIFA العام الماضي، ومن ثم ضمّهم إلى المنتخب الأول الذي كاد أن يقتنص اللقب القاري الأهم. كانت تلك مغامرة كسبها المدرب الصربي بكل جدارة رغم أنه تعرض لانتقادات حادة قبيل انطلاق منافسات كأس الأمم الأفريقية CAF 2010.
وكان إيسيان قد تعرّض لإصابة في ركبته خلال البطولة الأفريقية. وانتظر الجميع أن يستعيد لياقته مع اقتراب كأس العالم FIFA، إلا أنه عانى من اختلاطات طبية رغم الجهود الكبيرة التي بذلها لتسريع عملية علاجه. لكن السيناريو الأسوأ بالنسبة للأمة الغانية كان سيّد الموقف الأسبوع الماضي عندما أظهر فحصٌ طبيٌ أن قائد المنتخب لن يكون قادراً على العودة إلى المستطيل الأخضر قبل أواخر الصيف المقبل.
بغض النظر عن أي سيناريو، سنُبقي رؤوسنا مرفوعة ونستمر في استعداداتنا.
ميلوفان راييفاتش، مدرب غانا
وقد قال راييفاتش خلال حديثه لموقع FIFA.com، قبل أسبوعين من إصدار القرار النهائي بخصوص مشاركة إيسيان في المونديال من عدمها، إن هدفه الرئيسي يتمثل بجعل جميع لاعبي المنتخب على أتمّ الاستعداد "في حال تكرر سيناريو الإصابات التي ألمّت بنا في ديسمبر/كانون الأول الماضي". يمثل ذلك نهجاً واقعياً من جانب مدرب يُنتظر من فريقه الكثير في العرس الكروي العالمي الذي تستهل النجوم السوداء مشوارها فيه بمواجهة صربيا في الثالث عشر من يونيو/حزيران على ملعب لوفتوس فيرسفيلد في تشواني/بريتوريا.
وأضاف راييفاتش: "نلعب في مجموعة قوية جداً. لكن يجب أن نقدم أداءً جيداً ونتبع مدرستنا الكروية. الأمر الأهم بالنسبة لهذه المجموعة من اللاعبين هو أن يكونوا بصحة جيدة وبجاهزية تامة للمنافسة. وبغض النظر عن أي سيناريو، سنُبقي رؤوسنا مرفوعة ونستمر في استعداداتنا."
وكان هذا المدرب الفذّ قد صرّح لوسائل إعلام محلية في وقت سابق قائلاً: "كُلي ثقة وأمل بأن يقدم لاعبو المنتخب أفضل ما عندهم. نريد إنجاز الكثير بهذا الفريق ولذلك علينا أن نبذل جهوداً كبيرة. سنركز على المهمة المقبلة بالنسبة لنا ونأمل أن نخرج بنتائج طيبة من كأس العالم. ورغم أن أحداً لا يحب الإصابات، إلا أنني أرجو أن تساعدنا تجربتنا الماضية معها على البقاء موحدين والدفاع عن بعضنا البعض."
ومنذ أن استلم راييفاتش دفة تدريب المنتخب الغاني، كان عليه أن يتعامل مع سلسلة من الإصابات لحقت بأهم لاعبيه قبيل انطلاقات نهائيات كأس الأمم الأفريقية أنجولا CAF 2010، حيث استغنى عن خدمات كلٍّ من ستيفن أبياه وجون مينساه وغيرهما. بينما خاض إيسيان نصف مباراة فقط قبل أن يبتعد عن المنافسات بعد إصابة تعرّض لها في ركبته. إلا أن المدرب لن يفتقر إلى الخيارات في خط الوسط لخوض كأس العالم FIFA، حيث سينضم سولي مونتاري لاعب إنتر ميلان إلى كوكبة من اللاعبين الواعدين من أمثال أنتوني أنان وكوادوو أسامواه وأندريه أيو وحتى النجم الألماني المولد كيفين برينس بواتنج.
معلومٌ أن المنتخب الغاني سيبدأ مشواره في المجموعة الرابعة بلقاء صربيا، قبل أن يُقارع أستراليا وألمانيا أملاً في الوصول إلى أدوار خروج المغلوب، بعد أن تأهل إلى المرحلة الثانية في كأس العالم ألمانيا FIFA 2006.