|
| |
| عبد الله بن زايد | | |
[size=18]
ذكرت تقارير صحفية أن قضية الجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلها إيران منذ سبعينيات القرن الماضي، تسببت في إشعال حرب كلامية غير مسبوقة بين الدولتين في أعقاب تصريحات وصفت بالنارية لوزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، شبه فيها احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث "ابو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى"، بالاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية.
ولم يعجب إيران هذا التشبيه، حيث شنت وسائلها الإعلامية المختلفة هجوما حادا على دولة الإمارات واتهمت الشيخ عبد الله بن زايد بتنفيذ أجندة غربية للنيل من "الصمود" الإيراني في وجه الغرب على خلفية برنامجها النووي المثير للجدل.
وتزامنت هذه الحرب الكلامية مع تشدد الموقف الاماراتي تجاه إيران وموقفها من الجزر، اضافة الى استعداد ابوظبي الرسمي المعلن للمشاركة في اي حصار اقتصادي قد يفرض من قبل الغرب ضد طهران على خلفية برنامجها النووي.
وتشكل الجزر العربية الإماراتية، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، أهمية استيراتيجية من خلال الممرات المائية، وأصبحت محط أنظار الدول الكبرى في العالم، بعد الحرب العالمية الثانية واكتشاف البترول فيها، لحاجة هذه الدول إلى فرض سيطرتها على كل مصادر الطاقة.
بداية الحرب
وبدأت هذه الحرب، حسب وصف المراقبين، حين نقلت وكالة انباء الامارات عن الشيخ عبد الله قوله ان "احتلال أي أرض عربية هو احتلال، وليس سوء فهم، ولا فرق بين احتلال إسرائيل للجولان أو جنوب لبنان او الضفة الغربية او غزة، فالاحتلال هو الاحتلال، ولا توجد ارض عربية اغلى من ارض عربية اخرى".
وقالت طهران في أول رد فعل من جانبها، إنها تأمل ان تكون تصريحات الشيخ عبد الله، قد "حرفت"، ولكن الوزير الإماراتي، الذي اجتمع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله، جدد وصفه لسيطرة إيران على تلك الجزر، بأنه "احتلال"، وقال أنه يؤثر سلبيا على علاقات إيران مع جيرانها العرب.
وفي تصريحات له بعد انتهاء لقائه مع عباس في رام الله يوم السبت، قال عبد الله: "نأمل من الجانب الايراني أن ننهي هذا الخلاف بيننا بالشكل السلمي ولكن أيضا بشكل هادئ"، الامر الذي وصفه مراقبون بانه جزء من استراتيجية اماراتية تجاه ايران وليس "زلة لسان"، وان الامارات مستعدة للذهاب حتى النهاية في هذا الأمر.
وحسبما ذكرت صحيفة "القدس العربي" اللندنية، يرى مراقبون أن تصعيد الامارات في خطابها الدبلوماسي ضد إيران لأول مرة وبهذه القسوة والتحدي غير المسبوق والذي لم يكن معهودا من قبل، من المحتمل ان يكون، جزءا من سيناريو سياسي وإعلامي ودبلوماسي غربي دفع الإمارات للاقدام عليه، في وقت تواجه فيه إيران تهديدات أمريكية وإسرائيلية لضرب منشآتها النووية ومواقعها الاستراتيجية كوسيلة من وسائل إثارة مزيد من التوتر في المنطقة.
الجدير بالذكر ان دولة الامارات بدأت ومنذ 5 سنوات عمليات تسلح استثنائية وغير مسبوقة حتى صنفت الدولة الاولى في شراء الاسلحة في منطقة الشرق الاوسط في العام الماضي. ويربط دبلوماسيون غربيون في منطقة الخليج بين هذا التسلح المكثف المفاجىء وتصاعد التوتر في المنطقة على أرضية الطموحات النووية الايرانية وموقف الغرب الرافض لها.
رد الفعل الإيراني
في غضون ذلك، ردت إيران بقوة على تصريحات الشيخ عبد الله، حيث وصفتها بأنها صوت بريطانيا. وقال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي إن بريطانيا وأمريكا سعتا دوما لإثارة الفرقة في المنطقة, معتبرا أن صوت بريطانيا انطلق من حنجرة وزير الخارجية الإماراتي.
وأضاف بروجردي في تصريح لوکالة "مهر" الحكومية للانباء، ردا على عبدالله بن زايد حول الجزر قائلا إن الضغوط التي تمارسها أمريكا وبريطانيا على الدول العربية هي السبب وراء طرح هکذا مطالب.
وأكد أن هذا هو صوت بريطانيا ينطلق من حنجرة أخرى, وها نحن نسمعه على لسان وزير الخارجية الإماراتي، معتبرا أن هذه التصريحات لا تليق بمسؤول في دولة مجاورة لأنها تثير الفرقة.
في السياق ذاته أكد النائب حشمت الله فلاحة بيشة أن الجزر الثلاث إيرانية ولا توجد قوة في الدنيا تستطيع سلخها من الجسد الإيراني. واتهم بيشة وزير الخارجية الإماراتي بأنه يعمل بتأثير إسرائيل وأمريكا.
اما نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشورى النائب اسماعيل كوثري، فاعتبر تصريحات الوزير الاماراتي بانها "من ايحاءات الصهاينة"، موضحا "ان الذين باعوا انفسهم الى الصهاينة، ولايفكرون في مصالح شعبهم ووطنهم، وفي ضوء رغبتهم في الارتهان بالكيان الصهيوني والعمالة له، ينطقون بمثل هذه التصريحات".
والى جانب المواقف البرلمانية، دعت اوساط اعلامية، الحكومة الى "وضع حد لردود الفعل المرنة ضد تصريحات المسؤولين في الامارات، والتعامل بصرامة مع هؤلاء".
كانت إيران هددت السبت دولة الإمارات وجميع من وصفتها بـ "الدول الأخرى الجارة والشقيقة والصديقة"، من العودة إلى تكرار مضمون التصريحات التي أدلى بها، الثلاثاء الماضي، وزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وربط فيها بين الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية والاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة خارجية الجمهورية الإيرانية،رامين مهما نبرست، الجارة "المسلمة" الأقرب إلى دول الخليج العربي، بالقول: "ننصح المسؤولين في الإمارات والدول الأخرى الجارة والشقيقة والصديقة بأن يتوخوا الدقة اللازمة في اختيارهم للألفاظ والعبارات".
وأشار نبرست، إلى أن التصريحات الإماراتية "أثارت حساسية بالغة لدى الشعب الإيراني"، وقال: "إن تكرار هذا الكلام (يقصد الربط بين الاحتلالين الإسرائيلي والإيراني) سيُواجه بردّ شديد من قبل الشعب الإيراني".
الوضع الجغرافي للجزر
|
| |
| الجزر الاماراتية المحتلة | | |
تقع الجزر العربية الإماراتية الثلاث والتي احتلتها إيران في نوفمبر/ تشرين الثاني عام1971 في منطقة استراتيجية فريدة نظرا لإشرافها على سواحل إيران والعراق والسعودية.ويفوق موقع هذه الجزر في أهميته موقع جزيرة هرمز التي تطل على ساحل المضيق. ولاتقل الجزر الثلاث في أهميتها الاستراتيجية عن مدينة طنجة وجبل طارق في مدخل البحر الابيض المتوسط وعن عدن في مدخل البحر الاحمر، بالاضافة لإشرافها على حركة المرور في الخليج العربي.
وتقول دراسة لخبراء الاقتصاد والسياسة في مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية في جامعة جورج تاون الامريكية أن 86% من صادرات نفط الشرق الاوسط تمر من مضيق هرمز بشواطىء الجزر الثلاث. وأن هذه النسبة تشكل نصف الطاقة التي تعتمد عليها صناعة العالم واقتصاده وحياته اليومية.
جزيرة طنب الكبرى
تقع جزيرة طنب الكبرى على مدخل مضيق هرمز باب السلام وتبعد عن إمارة رأس الخيمة 75 كم وعن الساحل الشرقي للخليج 50 كم ومساحتها 91 كم مربع ويبلغ طول الجزيرة نحو 12 كم وعرضها 7 كم .
وتمتاز جزيرة طنب الكبرى بسطحها المنبسط ويقوم في طرفها الشرقي الجنوبي المقابل لمدخل الخليج العربي مرتفع جبلي أقيمت على قمته منارة لارشاد السفن وذلك في عام 1912 بموافقة من حاكم رأس الخيمة انذاك الشيخ سالم بن سلطان القاسمي بناء على طلب من الحكومة البريطانية باعتباره صاحب السلطة والسيادة على الجزيرة
تتوافر في جزيرة طنب الكبرى مياه عذبة تستخدم للشرب والزراعة حيث تنتشر أشجار النخيل وبعض الاشجار المثمرة ألاخرى في مزارع الجزيرة وحدائق منازلها
وسبق لحكومة رأس الخيمة رأس الخيمة أن وفرت للسكان العديد من المؤسسات الخدمية كالمدرسة الابتدائية للبنين والبنات والعيادة الصحية ومركز للشرطة ينحدر سكان الجزيرة من قبائل جرير وتميم العربية الاصيلة ويمتهنون صيد ألاسماك والتجار بها في أسواق رأس الخيمة ودبي . وقلة منهم اهتم بالزراعة ورعاية الماشية
جزيرة طنب الصغرى
والتي تعرف في بعض المصادر بجزيرة نابيو. وتحتل هذه الجزيرة موقعا يبعد عشرة كيلومترات الى الغرب من جزيرة طنب الكبرى وهي على شكل مثلث طولها كيلومتر واحد وعرضها 700 متر وأرضها ذات طبيعة صخرية على شكل تلال يبلغ أقصى ارتفاعاتها 116 مترا . يلجأ اليها الصيادون عند اشتداد الرياح وعلو ألامواج وفيها أيضا الكثير من أعشاش الطيور البحرية
جزيرة أبو موسى
تقع على بعد 94 ميلا من مدخل الخليج العربي مقابل ساحل امارة الشارقة حيث تبعد عن مدينة الشارقة نحو 60 كم بينما تبعد عن الساحل الشرقي للخليج بحوالي 72 كم
والجزيرة ذات شكل طولي تبلغ مساحتها حوالي 20 كم وأراضيها سهلية منخفضة فيها تل جبلي يسميه السكان جبل الحديد ويبلغ ارتفاعه 360 قدما وجبل اخر يطلق عليه الاهالي جبل الدعالي، أي جبل القنافذ، وفيها بعض التشكيلات المعدنية مثل الغرنيت والمغر وهو أكسيد الحديد الأحمر الذي
ويشتغل بعض السكان المحيين في هذه المناجم خلال أشهر الشتاء وفي موسم الصيف يقومون بالصيد والملاحة . ولكن أغلبهم يفضلون العمل في الصيد البحري لما يحققه الصيد من دخل جيد.
وفي الجزيرة مخزن للبقالة يحتوي على المواد التموينية واحتياجات السكان اليومية كما يحتوي على بعض المواد الطبية والأدوية وفي الجزيرة أيضا عدة ابار للمياه العزبة منها بئر عذبة مياهه على عمق 30 قدما تابع لشركة التنقيب عن الاوكسيد الأحمر، وكانت الشركة تدفع عوائد استثماراتها الى أمير القواسم.
ومن الثروات الطبيعية أيضا في الجزيرة كبريتات الحديد والكبريت اضافة الى اكتشاف البترول في مواقع بحرية تابعة لها ، حقل مبارك، الذي يضم ثلاثة آبار تقوم احدى الشركات باستغلالها بموجب امتياز منحه لها حاكم الشارقة وتكثر حول الجزيرة التجمعات السمكية بحيث يقوم الاولاد بعد انتهاء دراستهم بصيد السمك وجلبه للمنازل دون عناء.
يقطن جزيرة أبو موسى حوالي ألف وخمسمائة نسمة وجميعهم من العرب الأصليين الذين ينتمون الى القبائل العربية في الساحل الغربي ويملكون مراكب كثيرة يستخدمونها في النقل التجاري اضافة للصيد .
وفي الجزيرة ادارات حكومية تابعة لامارة الشارقة تؤدي الخدمات للسكان مثل مدرسة للبنين والبنات ومستوصف للرعاية الصحية ومركز للشرطة . اضافة الى الخدمات الحكومية الأخرى